يعتقد ان الخيول العربية, كما هو متعارف عليه, انها واحدة من اقدم واكثر سلالات الخيول نفوذاً في العالم. ان الفوائد المالية العالية التي تم الحصول عليها من السباقات تعود الى البحث عن علامات وراثية مرتبطة بقوة بالنتائج المحققة. استخدمت المناهج الحديثة, حتى يومنا هذا, تحليلات مثل transcriptome, وmiRNAome, والتحليل الأيضي للتحقيق في الخلفية الجينية لأداء السباقات وكذلك القدرة على التحمل لدى الخيل العربي. تم ايضاً تطبيق تحليل تعدد الأشكال على مستوى الجينوم للكشف عن المتغيرات الجينية المرتبطة بالنمط الظاهري للتمرين في السلالة العربية. تلخص المراجعة المقدمة هذه النتائج, مع التركيز على الجينات الكامنة وراء السباقات المسطحة وسمات أداء التحمل.
مجموعات الخيول العربية المختلفة
يعتقد ان الخيول العربية واحدة من أقدم سلالات الخيول وأكثرها تأثيراً في العالم. يمكن التعرف عليها نظراً لجمالها ومظهرها الفريد, كما تمتلك العديد من التعديلات الهيكلية والوظيفية للأداء الرياضي وهي معروفة في جميع أنحاء العالم بقدرتها الغير إعتيادية على التحمل. تنافس الخيول العربية غالباً في مجموعة متنوعة من سباقات الفروسية, ولكنها تميل الى السيطرة على مسابقات التحمل. نتيجة لذلك, لا تستخدم ال
خيول العربية لإضفاء الشكل على سلالات الخيول الأخرى فقط, بل لإبراز قدراتها على التحمل.

التفريق بين أداء السلالة العربية وسلالة خيول السباقات الاخرى
تتميز الأنسجة العضلية للخيول العربية باختلافات كبيرة في التركيب, مقارنة مع سلالات خيول السباق الأخرى, حيث لوحظت غلبة الألياف المؤكسدة من النوع 1 عند خيول عربية, بينما تم اكتشاف نسبة أعلى من نوع الألياف lla على سبيل المثال عند الخيول الأصيلة. ينتج عن هذا الاختلاف في توزيع نوع الألياف سمات أداء مختلفة. تؤدي النسبة الأعلى من الألياف المؤكسدة من النوع الأول, في عضلة الحصان العربي, (والتي تتميز بانخفاض نسبة الجليكوجين والقدرة على تخزين الدهون الثلاثية) الى زيادة استخدام الدهون للحصول على الطاقة. تسمح زيادة القدرة الهوائية, عند السلالات التي تمارس رياضة التحمل, للعضلات الهيكلية باستقلاب (أي تحويل الطعام والشراب الى طاقة) المزيد من الدهون واستخدام الطاقة من الأحماض الدهنية, وفي الوقت عينه استخدام الكربوهيدرات كمصدر للطاقة.
يؤدي برنامج التكييف الهوائي لدى الرياضيين في سباق التحمل الى زيادة نشاط التمثيل الغذائي التأكسدي وانخفاض التمثيل الغذائي اللاهوائي. وبالمثل, عند الحصان العربي, واثناء تدريبها المكثف, يتم تحويل التمثيل الغذائي الخلوي في الأنسجة العضلية من تحلل السكر الهوائي الى التمثيل الغذائي للدهون بسبب توزيعات الألياف المختلفة التي تحدد الاستجابات الأيضية المتميزة. سجل الحصان “برنس” ارتفاعاً في تركيزات الأحماض الدهنية الحرة واستخدامها في دمه كحصان عربي مقارنةً بدم الحصان الأصيل أثناء التمرين. أثناء التمرين في كلا السلالتين ، يحدث تحول نحو أكسدة المزيد من الدهون وجلوكوز أقل ، ولكن في الخيل العربي تكون هذه التغييرات أكثر وضوحًا وأكبر بشكل ملحوظ. أشارت هذه النتائج إلى اختلافات كبيرة في الجهد وميول السباق المختلفة التي لوحظت في سلالات السباق ، والتي من المحتمل أن تكون مشروطة بخلفيات وراثية مختلفة. ترتبط الاستجابة التكيفية للتمرين بالتغيرات في التعبير الجيني ، والتمثيل الغذائي ، وتطور دورة الخلية العضلية ، واستتباب البروتين. ومع ذلك ، فإن الآليات الدقيقة التي تحدث في عضلات الخيول أثناء التمرين والمتعلقة بتحمل العضلات والهيكل العظمي في التدريبات عالية الكثافة ليست مفهومة جيدًا.
وراثة آداء السباق عند الخيول العربية
قدر التوريث, عند الخيول العربية, في وقت السباقات المسطحة بين 0.175 و 0.304, مع قابلية تكرار متوسطة الى عالية (0.295-0.460). علاوة على ذلك, قدر أورهان وكايجيزيز, اللذان قاما بتحليل الخيول العربية-التركية, ان الوراثة في أوقات السباق تراوحت بين 0.11 و0.44. وقد استنتج المؤلفون انه بالنسبة لوقت السباق, سيكون التقدم الجيني المعتدل ممكناً اذا اخذ الاختيار في الاعتبار القيمة المظهرية للخيول, خاصة فيما يتعلق بقدرات المسافات القصيرة والمتوسطة. قد تشير إمكانية تحقيق أفضل النتائج في مسابقة الخيول للمسافات القصيرة أو الطويلة الى اختلاف التكييف الوراثي على أساس الاستعداد الأمثل لمسافة السباق. أظهر بحث تم إجراؤه على خيول عربية تسكن في بولندا ارتباطات جينية قوية للوضعيات المسجلة اعتماداً على مسافات السباق (من 0.95 الى 0.99). ومع ذلك, تركز جميع الدراسات المذكورة أعلاه على وراثة سمات السباقات المسطحة, والتي تميل الى شرح أداء الركض ولكنها لا تقدم أي معلومات محددة حول أداء التحمل.

ونتيجة لذلك, أظهر الحصان “يونس” ان أعلى قابلية للتوريث لوقت التعافي القلبي كانت 0.46, بعد قيامهم بفحص نتائج اكثر من 100 سباق تحمل, في حين ان استعادة السرعة ومعدل ضربات القلب كانت, الى حد كبير, مشروطة بالظروف البيئية. قدر ريشارد وتوفيس, في مجموعة من احصنة التحمل العربية التي تعيش في فرنسا, قابلية وراثية معتدلة للسرعة عند 0.28 مع امكانية التكرار عند 0.44 وتوريث منخفض عند الوضع 0.06.أشار المؤلفون ايضاً أنه بالنسبة للمسافات الاقصر (20-60 كم), كانت الخيول الاصغر سناً مماثلة للخيول البالغة (حتى 160 كم), مما قد يؤدي الى مشكلة في الحصول على قيمة ارتباط جيني موثوق بها لمعيار مبكر ثابت. يشير أداء سباق الخيل المسطح والتحمل بوضوح الى إمكانية التقدم الجيني لكلا النوعين من اداء الخيل العربي. ومع ذلك, من المحتمل أن يحتاج الاختيار الى التركيز على تحسين كل نوع من أواع النمط الظاهري للتمرين بشكل مستقل.
خاتمة
نظراً لان الخيول العربية هي في الغالب من مؤدي سباقات الخيل في القدرة على التحمل مع الاختيار الموجه لتحقيق نتائج غير معهودة, فإن البحث الاضافي الذي يتم إجراؤه عليها له ما يبرره لتحديد العلامات الجينية المتعلقة بسمات التحمل قيد الاختيار.سيؤدي البحث عن أساس وراثي للقدرة على التحمل الى تعزيز قرارات التربية وتجنب الأخطاء المكلفة الناتجة عن التدريب غير المتطابق وطويل الأمد للخيول العربية غير المهيأة. نخبة أداء التحمل, وهي خاصية فريدة الى حد ما بالنسبة للسلالة العربية, وهي سمة معقدة متعددة الجينات حيث تكون التحليلات الشاملة للطفرات على مستوى الجينوم, والتعبير الجيني على مستوى النسخ, وعلم الأيض مفيدة في توفير معلومات اضافية حول الأساس الجيني من أنماط تمارين التحمل ليس فقط عند الخيول العربية بل عند جميع سلالات الاحصنة الاخرى.