يحظى سباق الهجن بمكانة خاصة في دول الخليج وخاصة في المملكة العربية السعودية. فهذه الرياضة المميزة ليست منتشرة بكثرة في كثير من الدول كما هو الحال مع سباقات الخيل، كما أن للإبل تاريخاً حافلاً مرتبطاً بتاريخ شعب المملكة منذ مئات السنين، لذلك يحافظ السعوديون على هذه الخصوصية، ويولون تربية الإبل , تدريب الهجن والاهتمام بالهجن المخصصة للسباقات عناية خاصة.
تعرف على سباقات وكيفية تدريب الهجن
الهجن هو نوع من الإبل المخصص للسباقات، وتكون أنحف من الإبل العادية وأكثر رشاقة، ويمكنها أن تجري لمسافات طويلة بسرعة عالية تصل إلى 65 كلم/س. وسباقات الابل تقليد عربي قديم جداً تهتم به بعض دول الخليج العربي، وأولها المملكة العربية السعودية، وبعدها الإمارات العربية المتحدة، قطر وعُمان. ولا تختلف سباقات الهجن كثيراً عن سباقات الخيل من حيث المبدأ، لكن لها قواعدها وشروطها الخاصة التي تتلاءم معها.
وفي المملكة العربية السعودية يقوم الاتحاد السعودي للهجن بتنظيم المهرجانات والسباقات الخاصة بالهجن بالتنسيق مع جميع الهيئات الرياضية والتنظيمية المعنية. ويُعلن عن برنامج السباقات في كل موسم. وتولي الجهات الرسمية اهتماماً خاصاً لجميع أشكال سباق الجمال، وتقدم لها كل الدعم والتسهيلات.
مواصفات الهجن المخصصة للسباق
لا تصلح كل الإبل للمشاركة في السباقات. فهناك ميزات خاصة يجب أن تكون متوافرة فيها لتكون مؤهلة لهذه المشاركة. ويبدأ العمل على طريقة تدريب الهجن لإعدادها للسباق قبل بلوغها سن الثالثة. أما المواصفات العامة لهجن السباق فهي التالية:
- أن تكون من الهجن العربية الأصيلة، أي ليست مهجنة مع نوع آخر من الإبل.
- ذات رقبة طويلة وساقين طويلتين قويتين، إضافة إلى صدر عريض وكتفين قويين.
- أن تكون نحيفة الجسم ورشيقة وذات حركة خفيفة.
- سريعة في الجري وقادرة على التحمل.
- مطيعة وذكية وتستجيب للتدريب.
- وزنها ما بين 500 إلى 600 كيلوغرام.
أنواع هجن السباق المختلفة
إضافة إلى المواصفات الخاصة بالهجن، هناك أنواع معروفة بسرعتها وقوتها وهي المفضلة لتدريبها وإشراكها في سباقات الهجن , ومن أشهر أنواع الهجن المخصصة للسباق:
- الهجن الحرة: وهي التي تنحدر من منطقة وسط وشمال الجزيرة العربية.
- الهجن العمانية: يعود نسلها إلى سلطنة عمان، وبالتحديد إلى ساحل الباطنة، تعرف بخفتها وسرعتها.
- الهجن السودانية: تعود إلى شمال ووسط أفريقيا، وهي تتصف بالصبر والقدرة على تحمل الحرارة العالية والظروف الصعبة.
طريقة تدريب الهجن للمشاركة في السباقات
إن تحضير الهجن وتدريبها لتصبح جاهزة للمشاركة في السباقات عملية طويلة ومعقدة، وهي تقسم إلى عدة مراحل تبدأ قبل بلوغ الهجن ثلاث سنوات، وتكون كما يلي:
مرحلة الترويض: الهدف من هذه المرحلة تعويد الهجن على الانصياع للأوامر والانضباط والوقف دون حركة. وتبدأ العملية بوضع الرسن في رأس المطية وربطها بشجرة أو وتد ثابت في الأرض، وتبقى على هذه الحالة يومين أو ثلاثة أيام.
مرحلة المشي: في هذه المرحلة تبدأ المطية بالتدرب على إطاعة الأوامر بالمشي أو الوقوف، ثم يتم وضع أوزان على ظهورها بشكل تدريجي لتتعود على ذلك وتقوى عضلاتها ومفاصلها. وتترك لأوقات طويلة واقفة مع أحمالها، ثم تعطى الأوامر لمعاودة السير مع الأحمال.
مرحلة السير والخبب: تبدأ هذه المرحلة عادة في فصل الشتاء، وهي عبارة عن تدريب الهجن على المشي لمسافات تطول بشكل تدريجي بمرافقة جمل آخر مدرّب دون راكب فوق ظهره. تبدأ مسافة التدريب في هذه المرحلة من 4 إلى 5 كلم يومياً، ثم تزداد بشكل تدريجي. وتعتاد الهجن في هذه المرحلة على السير الطويل وتزداد قدرتها على التحمل، وتتعود أكثر على الطاعة والامتثال لأوامر وتعليمات المدرب. وبعد المشي يبدأ تدريب الهجن على الخبب، وهو الجري البطيء بنمط معين، ويتم هذا الأمر بشكل تدريجي أيضاً لمسافات لا تزيد عن 8 كلم في اليوم، مع زيادة أو إنقاص حصص التدريب بحسب استجابة المطية وقدرتها على التحمل دون أن تصاب بالإرهاق.
مرحلة الجري: هي آخر مرحلة من مراحل تدريب الهجن على التسابق. تبدأ هذه المرحلة بنظام غذائي خاص يهدف إلى إنقاص وزن الهجن مع تقوية عضلاتها عن طريق الغذاء الغني بالبروتين. ويتم إجراء اختبار بشكل منتظم لمراقبة مدى تقدم وتطور سرعة الهجن ولياقتها البدنية. يترافق ذلك مع زيادة تدريجية في حصص التدريب وفي سرعة الجري. وعندما تبلغ المطية سرعة محددة تقاس بحوالي دقيقتين للكيلومتر الواحد، تكون المطية قد تحولت إلى هجن مخصص للسباق، وتخضع بعد ذلك لتدريبات متخصصة لتحسين لياقتها بحسب أسلوب كل مدرب.
المحافظة على اللياقة البدنية للهجن
بعد أن تصبح الهجن جاهزة للتدريب على السباق، تأتي مرحلة المحافظة على لياقتها البدنية، وتحسين هذه اللياقة بشكل تدريجي تمهيداً لمشاركتها في السباقات الفعلية. وتقسم هذه العملية بدورها إلى مراحل تتدرج فيها التدريبات من السير لمسافات تزداد لتصل إلى 20 كلم في اليوم (المسراح الخفيف)، ثم مزيج بين المشي البطيء والسريع والتخبيب (المسراح القوي)، وفي هذه المرحلة يتم إجراء فحوصات أسبوعية للتأكد من عدم وجود نقص في الفيتامينات والعناصر الأساسية من الجسم. تأتي بعدها مرحلة التحضير للسباق الحقيقي (المشرد)، وهي تشمل الجري السريع لمسافات تزداد تدريجياً بحسب لياقة المطية وعمرها. أخيراً تأتي مرحلة المحاكاة الحقيقية للسباق التي تشمل جميع العوامل الموجودة في السباق مثل الروبوت ومكبّر الصوت، والركض لمسافات تساوي مسافة السباق، وتكرار هذا الأمر لتعتاد الهجن على ظروف السباقات الصاخبة قبل أن تشارك فيها بشكل فعلي. وفي التفصيل الأخير يجب أن يكون لدى المدرب معلومات على سباق الهجن الذي ستشارك فيه الهجن التي يدربها، ليضعها في ظروف مشابهة وتكون أكثر جهوزية لخوض السباق.
الاهتمام بصحة الهجن ونظامها الغذائي
يعتبر النظام الغذائي لهجن السباق أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في صحتها ولياقتها البدنية وقدرتها على الاحتمال والجري بسرعة. ويقوم أشخاص متخصصون بوضع البرامج الغذائية المختلفة للهجن بحسب حالتها الصحية ووزنها وظروف تدريبها، وبحسب عوامل أخرى مختلفة.
ليس هناك نظام غذائي موحد مناسب لكل هجن السباق، فلكل منها وضع خاص وظروف خاصة، كما أن لكل مدرب ومشرف أسلوبه وطريقته في تغذية الهجن المسؤول عنها والاهتمام بصحتها. لكن يمكن إدراج الأمور الأساسية المتعلقة بصحة الهجن وغذائها على الشكل التالي:
- الفحوصات الطبية بشكل دوري للتأكد من خلو الهجن من أية أمراض ومن وجود المعادن الضرورية والأنزيمات بنسبة جيدة في أجسادها.
- الكشف على المطية من وقت لآخر من قبل طبيب بيطري ليتأكد من أن إفرازاتها لا تؤشر إلى وجود أمراض ومشاكل في جهازها التنفسي والهضمي.
- الحرص على أن يحتوي الطعام المقدم إلى المطية على المغذيات الضرورية التي تحتاجها بحسب عمرها ووزنها. فهناك حاجة إلى البروتينات لبناء العضلات لدى الهجن صغيرة السن، وإلى المعادن والفيتامينات للمحافظة على وظائف أعضاء الجسم المختلفة.
- ضرورة إعطاء الهجن الأدوية اللازمة والفيتامينات لتقوية جهاز المناعة لديها وحمايتها من الأمراض.
- التأكد من أن مصادر الطعام والشراب نظيفة وخالية من العفن والطفيليات التي تسبب الأمراض.
- إعطاء الهجن بعضاً من الحليب والتمور بكميات غير كبيرة، للمساعدة على تقوية العظام وتزويدها بالطاقة اللازمة للتدريبات والنشاطات اليومية.
- الطعام المفضل للهجن هو الشعير، وهو يحتوي على الكربوهيدرات التي يستخدمها جسد الإبل للحصول على الطاقة الضرورية.