للخيل العربي الأصيل مكانة مميزة في المجمتع الإماراتي. فلطالما كانت تربية الخيول والعناية بها والمشاركة في السباقات من النشاطات الرائجة والمحببة عند الإماراتيين. وتشجع التقاليد العربية والإسلامية على تربية الخيل والعناية بها لما في ذلك من فوائد وإيجابيات مختلفة. لهذا حرصت الجهات الحكومية والرسمية الإماراتية المعنية على الاهتمام بهذا القطاع وتأمين كل ما يلزم من تسهيلات لضمان ازدهاره وتقدمه وتطوره.
وفي موضوع العمل على تكاثر الخيول وتربيتها والعناية بها، هناك الكثير من الجوانب والتفاصيل التي يجب أخذها بالاعتبار للحصول على أفضل النتائج، ولتأمين جميع الخدمات الضرورية بأفضل وأحدث المعايير العالمية. وهذا ما يحصل في اسطبلات ونوادي الخيول في الامارات العربية المتحدة، والذي سنضيء عليه في مقالنا هذا.
البيئة الإماراتية المشجعة على تربية الخيول
تم إنشاء هيئة الإمارات لسباق الخيل التي تهدف إلى تنظيم سباقات الخيل في الإمارات وتأمين متطلباتها من ميادين للسباق واسطبلات متخصصة لتربية وخدمات ضرورية من تجهيزات حديثة وطب بيطري وغير ذلك.
ومن أهم النشاطات التي تشجع على تربية الخيول إقامة السباقات على جميع مستوياتها المحلية والدولية. ففي هذه السباقات تبرز نتائج حُسن العناية بالخيول وتدريبها. لهذا نجد أن سباقات الخيول مزدهرة ويسعى الكثيرون للمشاركة فيها لتحصيل الفائدة المعنوية والمادية. وبالإضافة إلى السباقات يتم تنظيم فعاليات أخرى متعلقة بالخيل مثل مسابقات وعروض الجَمال الخاصة لاختيار اجمل خيل عربي مثلاً، إضافة إلى عروض الحركات البهلوانية والرقص وغير ذلك.
تساهم الهيئات الحكومية والرسمية أيضاً في دعم مربي الخيول في الإمارات، حيث إن تكلفة تربية الخيول وتأمين ما يلزمها من أعلاف وعناية طبية أمر مكلف.
ميادين سباق الخيول في الإمارات
تضمّ دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف مدنها مضاميرَ متعددة مخصصة للسباقات والتدريب على ركوب الخيل. وللمهتمين باستخدام هذه المضامير سواء كانوا هواة أو محترفين، فسوف يجدون الكثير من التسهيلات والمحفزات. ومن أهم مضامير سباق الخيل في الإمارات:
مضمار ميدان: من أهم وأكبر مضامير سباق الخيل في الإمارات. يقع في إمارة دبي، وتتسع مدرجاته لأكثر من 60 الف متفرج. افتُتح في العام 2010 وهو يستضيف واحداً من أهم سباقات الخيل في المنطقة والعالم، أي كأس دبي العالمي الذي يجري كل سنة بمشاركة عربية ودولية، وتقدم فيه جوائز بملايين الدولارات للخيول الفائزة.
مضمار ند الشبا: أحد أول وأقدم مضامير سباق الخيل في الإمارات. فهو موجود منذ العام 1986، ويضم مسارات رملية وعشبية مختلفة الطول. شهد هذه المضمار أولى مواسم كأس دبي العالمي لسباقات الخيل قبل أن ينتقل هذا الكأس إلى مضمار ميدان.
مضمار جبل علي: تم إنشاء هذا المضمار في العام 1990، وتم تطويره لاحقاً وإضافة مرافق أخرى ليكون لائقاً لاستضافة أكثر من 2000 متفرج. ويُعرف هذا المضمار بمساحاته الخضراء الواسعة والنشاطات المنوعة التي يقدمها بالإضافة إلى سباقات الخيل.
نادي الإمارات لركوب الخيل: كما يسمى مضمار الإمارات للفروسية. يخصص هذا المضمار للتدريب على ركوب الخيل لجميع الفئات العمرية والمستويات. ويضم مرافق مخصصة لهذه الغاية بالإضافة إلى مدربين محترفين.
مضمار الشارقة لسباق الخيل: تم إنشاء هذا المضمار في العام 1982، وشهد أول سباق في العام التالي. تم تجديد وتحديث المضمار في العام 1995، وشمل ذلك إعادة تصميم مسارات السباق وإضافة مدرجات لاستضافة عدد أكبر من المتفرجين.
مضمار أبو ظبي للفروسية: أُنشئ هذا المضمار أولاً في العام 1976، ثم أضيف إليه المسار العشبي في العام 1980، وبدأت السباقات فيه في العام 1991. يمكن لهذا المضمار استيعاب ما يصل إلى 5,000 مشاهد للسباقات. ويضم ضمن منشآته سطبل خيول مكيفاً ومسبحاً مخصصاً للخيل.
الأمور الأساسية في تربية الخيل
ليست تربية الخيول أمراً سهلاً على الإطلاق. لذلك ينبغي على من يريد أن يقوم بهذه المهمة أن يعرف الأمور الأساسية في هذا المجال، وإلا فإنه قد يقع في أضرار وخسائر كبيرة لا يمكن تعويضها. فسواء كان لديك خيول عربية أو خيل أصيل من سلالات أخرى، يجب الانتباه إلى الأساسيات التالية في عملية تربية الخيول:
مظهر الخيل
تظهر على الحصان بعض العوارض إذا كان يشكو من مشكلة صحية. لهذا ينبغي على مربي الخيل الانتباه إلى التفاصيل التالية في مظهر خيولهم:
- يجب أن تكون العينان براقتين ونظيفتين.
- الأنف النظيف الخالي من الإفرازات هو أيضاً مؤشر على الصحة الجيدة.
- نظافة الجلد وخلوّه من أي نتؤات أو تقرحات ولمعان الشعر وعدم تكتله، خاصة إذا كان لديك خيل اسود. فقد يبهت اللون إذا لم تعتنِ به جيداً.
- يجب أن يكون سلوك الخيل طبيعياً دون دون أن يبدو عليها أي خمول أو عدائية.
- الحوافر المتناسقة وغير المتشققة هي أيضاً ضرورية وأساسية في صحة الخيل
اسطبل الخيل
يراعى في اسطبل الخيول بعض المواصفات الأساسية التالية:
- مساحة كافية تسمح للحصان بالتحرك بشكل كاف.
- تنظيف الاسطبل من مخلفات الخيل بشكل دائم.
- تأمين التهوئة اللازمة والمحافظة على درجة حرارة متوسطة قدر الإمكان.
- احتواء الاسطبل أو الحظيرة على الماء الكافي والطعام لتغذية الخيل.
التغذية والماء
تعتبر الأعلاف من أكثر الأمور كلفةً في تربية الخيول. يجب أن تكون نوعية العلف جيدة وأن تراعي التنويع والنظافة، وأن تكون خالية من أي أوساخ أو طفيليات وفطريات تسبّب للخيل بأمراض. ويعتمد نوع العلف الذي يقدم للحصان على عامل مختلفة منها عمر الخيل ومجال استخدامه. فالخيول المخصصة للسباق مثلاً تختلف احتياجاتها من التغذية عن الخيول المخصصة للركوب العادي. كذلك يجب تقديم بعض الطعام الحلو الذي تحبه الخيول مثل الشمندر والتفاح من وقت لآخر.
كذلك علينا أن لا ننسى الماء، فهو ضروري جداً لصحة الخيول. ويجب أن يكون نظيفاً وبكميات كافية. فقد يصل استهلاك الحصان إلى 30 ليتراً من الماء يومياً، وتعتمد الكمية اللازمة من الماء على درجة حرارة الجو ونوع العلف الذي يعطى للخيل.
احتياجات أخرى
تحتاج الخيول أيضاً إلى العناية بنظافة أجسامها لإزالة الأوساخ والوحول والإفرازات عنها، خاصة بعد الجري على أراض رملية أو ترابية. وهذا أمر ضروري للمحافظة على صحة جلدها وشعرها. لهذا يجب تنظيفها بشكل متكرر وتمشيط شعرها باستخدام أدوات خاصة. كذلك يجب الاعتناء بصحة حوافرها ونظافتها، واستخدام الأدوات المناسبة لها.
كيفية تفادي أخطار التعامل مع الخيل
عند التعامل مع الخيول، سواء في تربيتها أو ركوبها، يجب الانتباه من بعض المخاطر التي يمكن التعرض لها. فالخيول مخلوقات كبيرة وقوية وقد تسبّب الأذى لمن حولها دون أن تقصد. لذلك يفضل الالتزام ببعض النصائح والتوصيات عند التعامل مع الخيل والاقتراب منها. وأهم هذه النصائح ما يلي:
- الاقتراب منها من الجانب، وليس من الأمام أو الخلف تجنباً لإثارتها أو للتعرض للرفس.
- تجنّب مفاجأتها عند الدخول إلى الاسطبل ما قد يتسبب بجفولها. أصدِر صوتاً لتسمعه الخيل قبل دخولك.
- انتعال حذاء مناسب خاص بحماية الأقدام تجنباً لتضرر الأقدام والأصابع إذا داست الخيل عليها.
- اعتمار الخوذة المخصصة عند ركوب الخيل، فالخوذة تحمي الرأس في حال التعرض لأي حادث.
- الانتباه لمزاج الخيل إذا كان غير معتاد، فقد تكون الخيول متوترة ما قد يتسبب بأذية من يتعامل معها.