يعد ربدان حصان الشيخ زايد بن خليفة مشهورًا بسماته الفريدة وأصله النبيل , نشأت وانتشرت الخيول الرُّبد في شبه الجزيرة العربية على مر الزمان في تسلسل تاريخي. إنه يفخر بأنه واحد من أكثر فصائل الخيل المرغوبة والقيّمة في العالم. لقد حظى باهتمام كبير على مر العصور وأصبح جزءًا لا يتجزأ من التاريخ والثقافة العربية.
سلالة الخيل الرُّبد
خيل الرُبد هي من نسل الكُحيلات، والكُحَيلة هي واحدة من أقدم أصناف الخيول العربية، وأصالتها وعتقها الأعظم، وهي من الخيول التي يعتبرونها الأكثر كرمًا عندهم. ينتقل الناس عامة بينهم بأن نبي الله سليمان عليه السلام عندما طاف بالسوق والطرق، قامت امرأة عجوز بإخفاء فرس تدعى الكُحَيلة من خيول الأصايل، وظهر من هذا الفرس نسل يُعرف باسم كُحَيلَة العجوز. ويقولون أن الكُحَيلة سُميت الدهماء لأنها لونها غامق وعيونها مكحلة، وهم يعتبرونها واحدة من الخمس خيول الصحابة المعروفة بالكُحَيلات.
توثيق تاريخ انتشار الخيل العربية ربدان في شبه الجزيرة العربية
وفقًا للرواية المذكورة في الأصول، كان هناك فرس مشهورة في عشيرة الدوشان تعود إلى رجل يدعى نزهان. ويُقال أن محمد بن خليفة، صاحب البحرين، قد طلب شراءها منه، فباعها له الرجل شرطًا أن يحتفظ بالمولود الأول الذي يولد منها. وبالفعل، قدمت الفرس إلى ابن خليفة وهي حامل بحصان شقراء من سلالة الكحيلات.
يذكر أن السلطان سعيد بن سلطان – سلطان مسقط – قد تبرع بخيل من أصل (الربد) لعباس باشا الأول. وفي عام 1260 هـ / 1844 م ذكر الشيخ محمد بن خليفة أن خيول سعيد بن سلطان حاكم عمان نقل إليه من خيول آل خليفة التي أخذوها في سقوط قطر من ابن طريف.
الخيل الرُّبدُ عند الشيخ زايد بن خليفة
لقد كانت الخيول تحظى بمكانة مرموقة لدى شيوخ أبوظبي على مدار التاريخ، سواء في الماضي أو الحاضر. إذ كان معظم الشيوخ يرغبون في امتلاك الخيول، وذلك بسبب جمالها وأنها تُعتبر زينة رائعة تحبها القلوب. وتتأثر الروح بفرحة وصهيل الخيول. وكان الجواد الأصيل يُعتبر هدية قيمة يتم تبادلها بين شيوخ أبوظبي وحكام وأعيان عصرهم. ولذلك، نجد من خلال دراسة العديد من المراجع التاريخية والكتب والمراسلات الرسمية وغير الرسمية التي تم تبادلها بين الشيوخ والحكام والأعيان، حرص شديد من الشيوخ الأبوظبي وبشكل خاص الشيخ زايد بن خليفة على تربية الخيول العربية الأصيلة وتأسيس المرابط الخاصة بها في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، وإنفاق مبالغ كبيرة عليها. حيث أهتموا بأصولها واستخدموها في مصالحهم المختلفة. حسبما ذكر المستشرق لوريمر في كتابه دليل الخليج، وخاصة عند التحدث عن إمارة أبوظبي في عهد الشيخ زايد بن خليفة: “تجد الخيول فقط عند الشيوخ…
ومن المعروف أن هناك حوالي 50 حصانًا في قرى واحة البريمي … وبالإضافة إلى ذلك، يوجد عدد من الخيول يبلغ حوالي 100 فرس لشيخ أبوظبي، ويشير في مكان آخر في كتابه عن خيل الشيخ زايد بن خليفة “والعلف الذي تقدمه بعض القبائل لمئة من الخيول يحتفظ بها الشيخ في واحة البريمي.
ذكر المستشرق الألماني هرمان بوركهارت، الذي قام بزيارة أبوظبي في عام 1904 والتقى الشيخ زايد بن خليفة، في مذكراته اليومية بتاريخ 7 فبراير عام 1904: “في هذا اليوم قمت بتصوير الشيخ في المجلس، وأيضًا قمت بتصوير أجمل فرس لديه”. وهذه الفرس هي التي أهداها شريف مكة (الشريف عون الرفيق بن محمد بن عون 1878 – 1904) لحاكم أبوظبي الشيخ زايد بن خليفة، ومن الممكن أن يكون قدمها مع سرجها الفخم المزين بالحليّ والزخارف على رأسها. وربما تُعرف هذه الفرس بإسمها المشهور في سلالات الخيل المولودة في أبوظبي.