لا شك أن الحصان العربي هو من أكثر أنواع الخيول شهرة في العالم، وهو من أقدم سلالات الخيل المعروفة، إذا يعود نسلها إلى أكثر من 5000 سنة. فنادراً ما تجد سباقاً عالمياً للخيول أو مسابقة للفروسية لا تتضمن بعض الخيول العربية. والسبب يعود إلى صفات الحصان العربي الجسدية وقدراته من ناحية الخفة والسرعة والقدرة على التحمل والصبر، إضافة إلى صفات تتعلق بالحجم والشكل الخارجي واللون وغيرها. كل هذه الصفات أعطت للحصان العربي اهتماماً عالمياً، فسعى المهتمون من جميع الدول لتربيتها واستيلادها وتحسين نسل خيولهم عبرها. تلقي هذه المقالة الضوء على أبرز صفات الحصان العربي، وتتحدّث عن التسميات الكثيرة للجياد العربية بحسب هذه الصفات.
صفات الحصان العربي
نبيّن في السطور التالية أبرز صفات الحصان العربي التي تميزه عن غيره من الخيول:
الرأس
نبدأ بصفات الحصان العربي من رأسه، فهو يمتاز برقّة الأذنين وقربهما من بعضهما البعض ووقوفهم المنتصبتين، كما أنهما حساستان للأصوات المختلفة، وتكون آذان الإناث أكبر قليلاً من آذان الذكور. عيون الحصان العربي واسعة، صافية وبراقة. منخراه واسعان ما يسمح له بسهولة التنفس السريع أثناء الجري، وهذا ما يزيد من لياقته البدنية ويحسّن سرعته. أما جبهة الحصان العربي فهي محدّبة وعريضة.
الذيل والعنق
ذيل الحصان العربي من أكثر صفاته تميّزاً، فهو مرتفع بشكل بارز، يحوي عدداً أقل من الفقرات، أي إن قاعدته قصيرة. يميل أحياناً إلى جهة واحدة أثناء جري الحصان، فيعطيه مظهراً جميلاً ورشيقاً. رقبته طويلة وتكون غالباً على شكل قوس.
البنية الجسدية
وتتميز بنيته الجسدية بأنها متناسقة إلى أبعد الحدود، رشيقة وقوية، وكأنه قد صمّم ليكون مناسباً للركوب والانطلاق. يبلغ معدل ارتفاع الحصان العربي 155 سنتم. صدره واسع ما يدلّ على حجم رئتيه الكبيرتين، ويتعرّق بشدّة ليبرّد جسده. تعطيه هاتان الصفتان قدرة أكبر على الجري السريع لمسافات بعيدة وتحمّل الجهد وقساوة المناخ. قوائم الحصان العربي متينة وقوية، وحوافره دائرية، صغيرة وصلبة. بنيته ليست كبيرة مقارنة ببعض فصائل الخيول الأخرى، لكنها قوية وذات عضلات بارزة خاصة في منطقة الظهر، وهو يعدّ من الخيول الخفيفة.
الألوان
تتنوّع ألوان الحصان العربي كثيراً، وتتدرج من الأسود إلى الأحمر، الأشقر، الأشهب والأبيض. كما تختلط الألوان أحياناً على جسد الحصان الواحد، فتعطيه فرادةً وتميّزاً. فقد توجد بقعة بيضاء على جبهة الحصان، أو تكون قوائمه أو بعضها بيضاء، أو تتدرج الألوان إلى الأغمق في العرف والذيل.
الطباع
الحصان العربي الأصيل هادئ الطباع ويسهل ترويضه وتدريبه، ويتميز بالذكاء وسرعة التعلّم والاستجابة السريعة، فلا يتطلب جهداً كبيراً ليستجيب لتعليمات المربّي أو الفارس، ويكون وفياً ومطيعاً. وهو معروف بشجاعته وقدرته على تحمّل المشقات والجهد، فقد تربى أسلافه في الصحاري مع الحيوانات المفترسة، وخاضوا الحروب مع الفرسان وسط صليل السيوف. كذلك لا يحتاج هذا الحصان إلى الكثير من العناية والاهتمام.
شدّة التحمّل ومقاومة الأمراض
يتحمّل الحصان العربي الجوع والعطش، ويكتفي بالقليل من الطعام، وهو ليس شرهاً بسبب صغر حجم أمعائه. ويمكنه العيش في ظروف الطقس القاسية سواء كانت حارة أو باردة. ليس أكيداً أن الخيول العربية أكثر مقاومة للأمراض من غيرها من السلالات، إلا أن الأكيد هو أنها إذا مرضت فهي تتعافى بسرعة بسبب إرادتها القوية واستجابتها الجيدة للعلاج.
العمر الطويل والخصوبة
تحتفظ الخيول العربية بقوّتها وخصوبتها العالية حتى عند تقدمها في العمر، وقلّما تتعرّض للعقم أو تولد لها مهور ميتة كما في بعض أنواع الخيول. كما أن معدّل عمره الوسطي مرتفع مقارنة بأنواع أخرى.
السرعة
يركض الحصان العربي برشاقة وخفة، وهو كالسهم يسابق الريح رغم طول المسافات ووعورة المسالك وانحدارها. فالخيول العربية خفيفة وصغيرة الحجم نسبياً، لهذا فهي سريعة وقادرة على الجري لمسافات أطول. وهذا السبب هي من الخيول المفضلة في السباقات، حيث إنها قادرة على الوصول إلى خط النهاية باندفاع وعزم كبيرين.

تسميات الحصان العربي بحسب صفاته
أعطى العرب تسميات خاصة للجياد بحسب صفاتها وخاصة ألوانها. وفي التاريخ الإسلامي كان للخيول مكانة خاصة، فهي كانت رفيقة الفرسان في الحروب والفتوحات، فتعلقوا بها وبادلوها الوفاء بالوفاء. وفي الحديث الذي رواه الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم: “خير الخيل الأدهم، الأقرح، الأرثم، ثم الأقرح المحجل طلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية”. نذكر من مسمّيات الحصان العربي بعض ما ورد في التاريخ العربي والإسلامي.
الأدهم
الحصان الأدهم هو الحصان شديد السواد. الأسود هو اللون المفضل لدى العرب رغم أنه من أندر ألوان الخيول العربية الأصيلة. كما توجد للحصان الأدهم تسميات بحسب شدة سواده، فشديد السواد يسمى الأدهم الغيهب، وإذا اختلط لون الشعر الأسود مع الأبيض يسمى أبلق. وقد يكون للحصان الأدهم بقع بيضاء في أعلى الرأس، أو في أسفل قائمتيه.
الأشهب
الأشهب هو الحصان ذو لون بين الأبيض والأسود بدرجات متفاوتة. وقد يكون أشهب حديدياً إذا مال لونه إلى الزرقة، وأشهب فاتحاً إذا طغى اللون الأبيض. كذلك من درجات هذا اللون الأشهب المبقع والأشهب الكافوري.
الكحيلة
يُطلق هذا الاسم على الخيول التي يحيط بعينيها لون أسود يشبه الكحل. وهي من صفات الجمال في الخيول العربية.

الصقلاوية
تسمّى بالصقلاوية الخيل التي يكون شعر عرفها وذيلها مصقولاً وأملس، وهذه كذلك من الصفات الجمالية التي يحبها العرب في خيولهم.
الشية
الشية هي لون آخر في جسم الحصان مختلف عن لونه الأساسي. غالباً ما تكون الشية على رأس الحصان أو في قوائمه، وفي هذه الحالات يُعطى الحصان أسماء مختلفة بحسب مكان الشية وحجمها وامتدادها.
الأغرّ والأقرح
الحصان الأغر هو الذي لديه في جبهته شية بيضاء صغيرة لا يتعدى حجمها حجم العملية المعدنية. فإذا كان البياض أكبر من ذلك بقليل دون أن يتخطّى العينين سمّي الأقرح، وإذا وصل البياض إلى منتصف الأنف سمّي الأنجم، وإذا وصل إلى المنخرين يسمى اليعسوب.

الأرثم
الأرثم هو الحصان الذي يكون لديه بياض في الشفة العليا، وهي صفة محبّبة خاصة إذا ترافقت مع اللون الأسود كما ورد في حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
المحجّل
الحصان المحجل هو الذي لديه بياض في كل قوائمه أو بعضها. ويُفضّل أن لا يتجاوز التحجيل الركبة. ويُسمى الحصان المحجل طَلْق اليمين إذا كانت قائمته اليمنى الأمامية غير محجلة، بل بلون الحصان. ويقال له أعصم اليدين إذا كان التحجيل في اليدين، ومشكول إذا كان محجّل اليد اليمنى والرجل اليسرى أو العكس، وهي صفة مكروهة في الحصان عند العرب.
الشويمة
تسمى الخيل بالشويمة إذا كثرت الشامات في جسدها، خاصة على جبينها.
البسيط والمركب
يطلق على الحصان اسم البسيط إذا كان لونه واحداً دون أي بقع أو ألوان أخرى، ويسمى المركّب إذا كان فيه لونان أو أكثر.

الكميت
الحصان الكميت هو الذي يكون لونه أحمر ويصاحبه بعض السواد خاصة في عرف الحصان وذيله. والكميت الأحوى هو الكميت الذي يغلب عليه السواد.
الأصدأ
الأصدأ هو الحصان ذو اللون الأحمر الغامق الذي يشبه لون صدأ الحديد.