تُعرف الصحراء بمناخها القاسي، ودرجات الحرارة المرتفعة جداً والجفاف الحادّ في معظم أيام السنة. لذلك فإن الصحراء بيئة يصعب العيش فيها بالنسبة للكثير من الحيوانات، إلا تلك التي تأقلمت مع هذه الظروف والتي تمتلك ميزات خاصة تجعلها قادرة على تحمّل هذا الواقع الصعب. وعندما نتحدث عن الصحراء، فإن أول ما يخطر ببالنا من حيوانات صحراوية هي الإبل وايضا تستخدم في سباقات الهجن . فهي المخلوقات الوحيدة التي ينطبق عليها اسم سفينة الصحراء, أكمل القراءة لتعرف المزيد حول معلومات عن الإبل التي لم تسمع عنها من قبل.
معلومات عن الإبل
الجِمال أو الإبل هي الثدييات الأكثر تحمّلاً لظروف الحياة في الصحراء القاحلة والجافة والحارة. فأجسادها مصمّمة بشكل تام للعيش في أقسى الظروف المناخية التي تشكلها الصحراء. تحتمل الإبل العطش لفترات طويلة تمتد لعدة أيام، وأقدامها كبيرة مسطحة تسمح لها بالمشي على الرمال الناعمة دون أن تغوص فيها، كما تمتاز هذه الأقدام بجلود قاسية تتحمل حرارة رمال الصحراء الحارقة خلال النهاء. ويمكن للجمل أن يغلق خياشيمه ليمنع دخول الرمال والغبار إلى صدره. أما عينا الإبل فهي مزودة برموش طويلة تحمي عينيها من الرمال خلال العواصف الرملية، وآذانه صغيرة بداخلها شعر كثيف يمنع دخول الرمال والغبار الكثيف إليها. وقد تكيفت الجمال مع نباتات الصحراء ذات الأشواك حيث بإمكان الجمل أن يأكل.

تمتاز الإبل بالسنام الموجود على ظهورها، وهو عبارة عن كتلة من الدهون، وليست لتخزين المياه كما هو الاعتقاد الشائع. وعلى أساس هذا السنام تصنف الإبل إلى نوعين أساسيين هما الإبل العربي الذي يمتاز بسنام واحد ضخم وأرجل طويلة ووبر قصير، ويعيش في دول الخليج العربي والصحراء الأفريقية، والإبل ذو السنام المزدوج، ويتميز بمعطف سميك من الوبر وأرجل قصيرة بما يتناسب مع العيش في بيئة تمتاز بالبرد القارس، ويعيش هذا النوع من الجمال في دول آسيا الوسطى، خاصة الصين ومنغوليا.
كيف تكيّفت الإبل مع البيئة الجافة والحارّة
لأجساد الإبل ميزات عجيبة تحول دون خسارته للكثير من الماء حتى عند ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. أولاً أنوف الجمال كبيرة من الداخل وبها تجاويف تقوم بتكثيف بخار الماء من الهواء الخارج مع الزفير، فيخرج ثاني أكسيد الكربون دون أن يخرج بخار الماء من جسمه. ثانياً الجمل لا يتعرّق إلا إذا ارتفعت درجات الحرارة كثيراً، وتتركز غدد العرق في منطقة البطن، وعندما يخرج هذا العرق ينتصب الوبر عند البطن ما يسمح بتبخر العرق مباشرة من الجلد ليقوم بتبريد الجسم دون أن يتبلل الوبر ما يقلل من الحاجة لخسارة الكثير من الماء. ثالثاً لا تخسر الإبل الكثير من الماء من خلال إخراج الفضلات من أجسادها، فالمعروف أن روث الجمل جاف جداً بحيث يمكن إشعاله فور خروجه من الجسم.
إن أرجل الإبل الطويلة تساعدها لتكون أجسادها بعيدة عن حرارة سطح الأرض في الصحراء، ما يساهم في تخفيف حدة الحرارة عنها. ويميل وبر الإبل إلى اللون الفاتح في الصيف ما يساهم في عكس قدر أكبر من أشعة الشمس عن أجسادها بدل امتصاصه.
كيف تتكاثر الإبل

كونها حيوانات ثديية، تتكاثر الإبل عن طريق الولادة. تتراوح مدة حمل الناقة بين 12 و14 شهراً، وتضع عجلاً واحداً، ونادراً ما تضع الناقة توأماً. يمكن للعجل أن يمشي على قدميه بعد نصف ساعة من ولادته. تفضل الإبل أن تعيش ضمن قطعان، ويكون عادة أكبر الجمال الذكور هو قائد القطيع. الإبل حيوانات ذكية واجتماعية يُعرف عنها أنها تتواصل بين بعضها البعض عن طريق إصدار بعض الأصوات أو حركات الشفاه التي تشبه النفخ.
تُعتبر الإبل بالغة عندما تبلغ السابعة من عمرها حيث يمكنها التزاوج والإنجاب.
الإبل سفينة الإنسان في الصحراء

قام الإنسان بتدجين الإبل منذ أكثر من 3000 سنة، وكانت هذه الحيوانات من أساسيات عيش الإنسان في البيئات الصحراوية الصعبة، خاصة في الظروف التي عاش فيها البدو الرحل. فالإبل قادرة على حمل أوزان ثقيلة تصل إلى أكثر من مئة كيلوجرام بسهولة، ويمكنها أن تسير أياماً متتالية حيث تقطع ما يصل إلى 40 كلم في ظل أقسى الظروف المناخية الصعبة. إضافة إلى ذلك فقد أمّنت الجمال للإنسان مورداً من الحليب واللحم. والمعروف عن حليب النوق أنه غذاء ذو مواصفات عالية الجودة وغذاءً كاملاً، كما أن لحم الإبل غني بالبروتينات ونسبة الدهون فيه منخفضة، لذلك يعتبر أيضاً غذاءً صحياً مثالياً خاصة لمن يودون تخفيف أوزانهم.